شماليات

مرحبا بكم في مدونتي المتواضعة التي أجمع فيها زبدة ما كتبته في الشبكة العنكبوتية كما وأنوه أن حقوق النشر والنقل محصورة لكاتب هذه القصص والمقالات ولا أحل أحدا أن ينقل شيء من دون ذكر المصدر والاشارة إلى كاتبها أبو ذر الشمالي

الجمعة، 26 فبراير 2016

حواراته هو ، هدية العيد ليست من أجلك إنما من أجله هو



أعترف مسبقاً أنها قد تكون طويلة نوعاً ما ولكن أرجوكم أقرأوها ، ليس من أجلي أنا إنما من أجله هو ، وإذا أتممتم قرأتها أتمنى عليكم أن تذكروا هو ، تذكروه وأنتم تأكلون طعامكم في العيد ، تذكروه وتذكروا أبنائه وأنتم تشترون لأبنائكم الثياب الجديدة و الحلوى والألعاب وتمضون بهم إلى المراجيح ، تذكروه كلما أنفقتم قرشاً في متاع الدنيا المباح الذي أحله الله ، وأتمنى عليكم إذا تذكرتموه ألا تكتفوا بذلك فحسب بل فتشوا عنه ، فتش عنه أخي الكريم ، فقد يكون هو جارك وأنت لاتشعر ، قد يكون قريبك وأنت لاتنتبه ، قد يكون من أحد معارفك ، من يدري أين مختبأ هو ، وإذا فتشت عنه ولم تجده فأرجوك ، أتوسل إليك أن تترك له فسحة في قلبك ومساحة من حنانك وعاطفتك و أن لاتبخل عليه بدمعة رقراقة من عينك لأن هو يستحق البكاء الطويل وعندما تقرأ قصته ستدرك مغزى كلامي هذا
والأن إلى حواراته هو
في المنزل ( حوار الطرشان)
هي : اسمع يا رجل ، انبوبة الغاز فارغة وتحتاج تغيير واحدة جديدة
هو : الجريدة اليوم فيها كلمات متقاطعة
هي : القاطعة تقطع هذا العمر حتى السمن قد نفد والأرز أيضاً مابقي منه ولاحبة
هو : حبه وأحبه من أربع حروف ، نعم وجدتها ، خلان
هي : الأن جاء جابي الكهرباء وقال أنه سيقطع غداً الكهرباء إذا لم ندفع الفواتير المتراكمة
هو : كما أنه يقال في الأساطير ومن أربعة حروف ، مارد
هي : خالد ابنك منذ البارحة لم يكف عن التأوه والألم ، الولد يشكو من الحمى
هو : احسنت يا إمراءة ، حمً ، بتشديد الميم وهي من حرفين وتأتي بمعنى استعر وجدً الأمر
هي : الأمر لله ألا ترى البرد القارس الذي نحن فيه؟! حتى أنك لم تبدل الزجاج المكسور للطاقة
هو : الطاقة ..الطاقة..ماذا..ماذا!!، نعم نفط
هي : نفضت البارحة الفراش فوجدت فيه عقرب وهذا كله لأنك لم تصلح بعد التشققات التي في السقف
هو : قف ، من الإشارات المرورية التي ينبغي للسائق أن يتقيدها
هي : يدها ابنتك مازالت تؤلمها ولم ينفع الدواء الذي اشتريناه من الصيدلية
هو : ميدالية حاز عليها لاعب الغولف الألماني
هي : ماني يا ربي ماني من هذه الحياة التي نعيشها ، العيد على الأبواب ولابد أن تجلب كيلو من اللحم
هو : لحن لحنه محمد عبد الوهاب وغنته أم كلثوم ، نعم أنت عمري
هي : عمري ما رأيت معك يوماً سعيداً أو شعرت معك بالراحة
هو : راح وأيضاً تأتي بمعنى مضى ، نعم وجدتها ذهب
هي : ذهب !! الذهب بعته من أول عام تزوجتك به والأثاث بعته في العام التالي ومن يدري فربما غداً تبيعني والأولاد إذا بقيت على هذا المنوال
هو : نوال ؟؟ الإسم الأول لكاتبة مصرية سيئة الصيت ، نعم نوال السعداوي
هي : داوي ابنك المريض وابنتك المتألمة يا رجل وانظر إلى حال أبنائك الثلاثة الباقين وانظر إلى بيتنا الذي هو أشبه بالخرابة
هو : قرابة من حرفين ؟؟، أخ
هي : أخ منك ومن أفعالك ، سأترك لك المنزل وأخذ الأولاد وأذهب لبيت أهلي
هو : الأهلي غلب الزمالك في بطولة ماذااا، نعم القدم
هي : الندم على كل يوم قضيته معك وأنت كتلة من العجز والفقر ، هيا يا أولاد البسوا
هو : ألبثوا مكانكم ولاتبرحوا
هي : هذه موجودة أيضاً في الكلمات المتقاطعة
هو : لا يا أم العيال هذه ليست موجودة في الكلمات المتقاطعة ، الجريدة أساساً ليس فيها كلمات متقاطعة ، أنا كنت أؤلف كلمات متقاطعة ولم أكن أحلها ، ابقي هنا أيتها الأصيلة أنت والأولاد ولاتذهبي ولاتكوني أنت والزمن علي
في العمل ( حوار الإستذلال)
هو : السلام عليكم يا معلمي
معلم هو : لاسلم الله منك عظمة ، لماذا تأخرت نصف ساعة عن موعد العمل أيها البليد؟
هو : لاتؤاخذني يا معلمي فكما تعلم أنا أقطع الدرب من المنزل للعمل مشياً على الأقدام
معلم هو : لن ننتهي من هذه الأسطوانة المشروخة ، وما ذنبي أنا إذا كنت بخيلاً ولا تركب الأتوبيس لتوفر أجرته ، اسمع أيها الأحمق هذا أخر يوم اسمح لك أن تتأخر فيه وإلا فإني سأطردك من العمل وهناك ألف ( مقص الرقيب ) يتمنون العمل عندي ومستعدون أن يقبًلوا ( أيضاً مقص الرقيب ) من أجل أن أدعهم يعملون عندي
هو : لا لا يامعلمي أرجوك هذه أخر مرة أتأخر فيها وغداً سأخرج من بيتي قبل ساعة من موعد العمل لأصل باكراً
معلم هو : هيا تحرك واعمل لي كوباً من الشاي ثم امض إلى الجزار واشتري منه خمس كيلو من اللحم واذهب بهم إلى منزلي فاليوم عندي وليمة على الغداء
هو : حاضر ، أقول ..أقول يا معلمي أريد ..أريد قبل أن أذهب أن ..أن ..أن
معلم هو : مابك تؤنأن ، قل ماذا تريد وخلصني
هو : كنت أقول يا معلمي أني بحاجة إلى مائة دينار
معلم هو : يا سلام ، مائة دينار هكذا ببساطة شديدة ودفعة واحدة
هو : أرجوك يا معلمي ، فخادمك خالد منذ يوميين وهو يتألم وألمه شديد ويزداد سوءاً ويحتاج أن أخذه إلى الطبيب، ثم أن العيد على الأبواب والعيال يحتاجون شراء ثياب جديدة وإن شئت اعتبرها ديناً علي واقطعها من اجرتي
معلم هو : هه اجرتك ، إذا كان اجرتك في الأسبوع عشرين ديناراً فكم سيلزمك يا فالح حتى ترد لي المائة دينار
هو : أرجوك يامعلمي فأنا حقاً بحاجة إلى النقود
معلم هو : اغرب عن وجهي أيها الغبي وإياك أن تعود لطلب سلفة وإلا اعتبر نفسك مطروداً من العمل ، قال مائة دينار قال ، العمال ماعادوا يستحوون يريدون أن ينهبونا نحن التجار نهباً

عند البقال ( حوار الإستعطاف)
هو : السلام عليكم ياحاج مصطفى
الحاج مصطفى : أهلاً وسهلاً تفضل ماذا تريد
هو : أريد علبة حلاوة وكيلو من الرز وسجلهم على الحساب وكنت أريد علبة من السمن ولكني لا أريد أن أثقل عليك في الحساب
الحاج مصطفى : ماشاء الله لاتريد أن تثقل علي في الحساب !!، لا والله فيك الخير ،ياسيدي لقد أثقلت وأثقلت وأثقلت ، حسابك أيها المحترم بلغ ثمانين ديناراً وأنت لم تدفع شيء منذ شهر
هو : لا بأس ياحاج مصطفى تفرج إن شاء الله
الحاج مصطفى : تفرج هذه أين أصرفها ، امض بها إلى تجار الجملة وأقول لهم تفرج يقوموا يعطونني بها بضائع ، وهل تفرج هذه عملة نقدية ، افهم يا رجل أنا بحاجة إلى نقود مثل هذه لأشتري فيها بضائع حتى تشتريها أنت وغيرك وعلى هذا الحال فسوف أعلن إفلاسي عن قريب طالما زبائني كل واحد منهم يستدين على هواه ويقول لي تفرج
هو : ولكني ياحاج مصطفى دفعت لك عشرين ديناراً منذ مدة
الحاج مصطفى : هذه المدة مضى عليها أكثر من شهر ، انظر إلى حسابك كل شيء مدون عندي هنا في الدفتر ، حسابك يوماً بعد يوم يزيد ويكبر
هو : لا بأس ياحاج مصطفى أعدك أني سأدفع لك بعد العيد
الحاج مصطفى : هذا الكلام سمعته منك مراراً وتكرارا ، يا أخي افهمني أنا لست مليونيراً ورأسمالي بسيط وبالكاد يكفيني وكل واحد يريد أن يستدين من عندي وسجل يا حاج مصطفى على الحساب ، يا أخي الدفتر أمتلأ وماعاد يتسع وما بقي معي سيولة لأشتري فيها بضائع ، فارحموني ، ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء ، أنا لست بنكاً ، يا أخي إذا كانت البنوك في أمريكا فلست يعني الحاج مصطفى هو الذي سيدعم الميزانية
عند الطبيب ( حوار الإبتزاز)
الطبيب: ابنك هذا حالته متأخرة جداً ، كيف تتركون أبنائكم تصل بهم الحال إلى أسوأ حالة ولا تأتون بهم للطبيب إلا على أخر رمق ، أي قلوب متحجرة تحملونها بين جنباتكم أيها الظلمة ، أليسوا هؤلاء أكبادكم التي تمشي على الأرض
هو : المهم أيها الطبيب ما العمل الأن
الطبيب : أممم ، تذهب الأن مباشرة لعمل تصوير أشعة وهذا النوع من التصوير لايوجد إلا عند طبيب واحد في المدينة وهو يكلفك مائتا دينار وبناء على نتيجة التصوير نقرر ماذا نفعل
هو : ولكن من أين آتي بهذا المبلغ الكبير
الطبيب: والله لا أدري ، ما رأيك لو صرفت المرضى من العيادة وطلبت من الممرضة أن تعمل لنا فنجانان من القهوة ونقعد أنا وأنت نتباحث ونتدارس من أين سوف تأتي أنت بالمبلغ ، هذه مشكلتك يارجل وليست مشكلتي
هو : يعني أقصد أن أقول أنه ليس هناك مثلاً طريقة ما نستعيض عنها بهذا التصوير الإشعاعي
الطبيب : سبحان الله على بخلك يا رجل ، أنا بحياتي لم أجد رجلاً متلبد الشعور مثلك ، تستكثر على ابنك مائتا دينار ولاتريد أن تنفقها من أجل علاجه
هو : حسناً أيها الطبيب سأرى ماذا أفعل
الطبيب: إلى أين أيها الرجل ادفع الكشفية
هو : حاضر كم تريد
الطبيب: عشرون ديناراً فقط
هو : عشرون دينار ؟! ولكني لا أحمل إلا عشرة دنانير
الطبيب: ماهذا اليوم النحس ، يعني لم ينقصني إلا المتسولون يأتون إلى عيادتي ، هات العشرة دنانير واغرب عن وجهي أيها البغيض
أمام الفاكهاني (حوار العجز)
هو : والأن ما العمل يا بني ومن أين أتي بمائتي دينار لعمل التصوير الإشعاعي من أجلك
ابن هو : أبي ماهذا الشيء المعلق هناك
هو : أي شيء يا بني
ابن هو : هذا الأصفر الطويل
هو : إنه الموز ياحبيبي
ابن هو : وهل هو حلو المذاق
هو : امض بنا يا بني حتى نشتري الخبز ونمضي إلى المنزل
ابن هو : أبي أشتري لي الموز
هو : يا بني إنه غال بخمسة دنانير وأنا لا أحمل النقود
ابن هو : أرجوك يا أبي أريد أن أتذوقه فقط
هو : يا بني ليس معي إلا نصف دينار سأشتري به الخبز
ابن هو : أمرك يا أبي
هو : أوه ، أقول لك تعال لعل البائع يرضى أن يبيعنا موزة ، أما الخبز فعوضنا على الله
البائع : التفاح الشهي البرتقال الطازج الموز اللذيذ
هو : بكم...بكم..هذا..هذا...الموز بكم
البائع : تفضل كم كيلو تريد
هو : أقول ..أنا.....أنا بصراحة نسيت محفظة النقود في المنزل وابني هذا اشتهى أن يأكل موزة وليس معي إلا نصف دينار ، هه تصور قاتل الله النسيان كيف نسيت محفظة نقودي لا أعرف ، ههه
البائع: ولكن الموزة ثمنها أكثر من نصف دينار ، إنها بدينار
هو : نعم أعرف ذلك بالتأكيد وقلت ذلك للولد ولكنه أبى إلا أن يخجلني أمامك ، ألم أقل لك يا خالد أن تنتظر ريثما أجلب محفظة النقود من المنزل وأشتري لك صندوقاً من الموز من عند العم الفاكهاني ، ولكن أنت هكذا دائماً يا عفريت تظل دائماً بلا صبر وتحرجني أمام الناس
البائع : انتظر ، إذا كان الأمر كذلك فأنا مستعد أن أبيعك موزة بنصف دينار ولكن بشرط أن تعدني أنك سوف تشتري من عندي صندوقاً من الموز
هو : طبعاً أعدك بأني سأشتري منك صندوقاً من الموز ، يعني من أين سأجد موزاً طازجاً مثل الموز الذي عندك ، حتى أنني ربما أشتري صندوقين من الموز لأنه كما تعلم العيد على الأبواب
البائع : هيا ، هيا يا ولد تفضل ، هذه أكبر موزة وأشهاها ، بالهناء والعافية
هو : هل أنت سعيد يا بني
ابن هو : جداً يا أبي أشكرك لأنك اشتريت لي موزة
هو : آه يا حبيبي والله لو كان الأمر بيدي لنزعت قلبي وقدمته لك هدية ، لاتدري ياخالد كم أنا حزين أني لا أجد مالاً لأنفقه على علاجك ، أنت الأن لاتدرك مغزى كلامي ولكن إذا قدر الله لك أن تكبر وأصبح عندك أولاد فستدرك كم أنه قاس أن ترى ابنك مريضاً وأنت عاجز عن تقديم العلاج إليه

ابن هو : يا سلام الموزة لذيذة جداً وحلوة المذاق
هو : هل حقاً الموز حلو المذاق يا بني
ابن هو : نعم يا أبي ألم تتذوق الموز من قبل
هو : لا يا بني تذوقته ولكن هذا كان منذ زمن بعيد
ابن هو :لماذا لاتشتري الموز لنا دوماً يا أبي
هو : بني لاتخبر أخوتك أني اشتريت لك موزة
ابن هو : لماذا يا أبي
هو ( يختنق بالبكاء ) هكذا لاتخبرهم فحسب
في المقهى ( الحوار الخنفشاري)
صديق هو : ياااه ، تصور كم زوجتي تحب البعزقة ، البارحة اشترت فستاناً بمائة دينار
هو : ياااه ، تصور أني أعاني من نفس مشكلتك فزوجتي مسرفة للغاية ، بالأمس فقط اصطحبتها إلى السوق لتشتري حذاءاً لها ، فأعجبها حذاءان فأصرت أن تشتريهما كلاهما فقلت لها اشتريهما يا إمراءة ودعينا نعود للمنزل فقد تعبت من كثرة الشراء والتبضع
صديق هو : ياااه، تصور أني اشتريت دولاب جديد للثياب ، فالدولاب القديم ماعاد يتسع لكثرة الثياب التي تشتريها زوجتي
هو : ياااه ، تصور أنا عن نفسي قررت أن لا أشتري دولاب جديد ولكني أمرت زوجتي أن تحتفظ بما تريد أن تحتفظ به من الثياب والباقي توزعه على الفقراء والمحتاجين ، علماً أن أكثر الثياب التي عندها جديدة لم تلبسها بعد
صديق هو : ياااه، تصور كم أصبح شراء الأضحية مشكلة في هذا الزمان ، البارحة بقيت ساعتان أفتش عن كبش سمين حتى أضحي به على العيد فلم أجد إلا كبشاً بالكاد ..بالكاد وزنه خمسين كيلو فقط
هو : ياااه، تصور أني قد تغلبت على هذه المشكلة فقررت أن أضحي هذا العام ببقرة كاملة ولكني صراحة لا أريدها سمينة ، يكفي أن تكون مئتا كيلو فقط
صديق هو : ياااه، تصور أن ابني البارحة استيقظ من نومه وهو يشكو من ألم في معدته لأنه قد اسرف في أكل البندق والفستق
هو : ياااه ، تصور وأنا البارحة جلبت للأولاد صندوقاً من الموز ماناموا حتى أتوا عليه كله ، حتتك بتتك ، واستيقظوا اليوم صباحاً وجميعهم يعانون من الإمساك
صديق هو : ياااه ، تصور أني أعتني كثيراً بصحة أولادي ، البارحة ابني اشتكى من ضرسه طلبت له الإسعاف فوراً وأخذته إلى المشفى
هو : ياااه ، تصور وأنا أيضاً البارحة أخذت ابني خالد إلى الطبيب من أجل الفحص الدوري الذي أقوم بعمله له كل ستة أشهر فطمأنني الطبيب على صحته ولكني أبيت إلا أن أعمل له صوراً إشعاعية من أجل الإطمئنان فحسب ، حتى أن الطبيب أخبرني أنه لاداعي لذلك وأن التصوير سيكلفني مائتا دينار فضحكت ساخراً وقلت له وماذا يعني مائتا دينار وهل هذا مبلغ يذكر
صديق هو : ياااه ، تصور أني تأخرت فلقد وعدت زوجتي أن أصطحبها إلى السوق لنشتري أشياء لسنا بحاجة لها
هو : ياااه ، تصور وأنا أيضاً نسيت أني وعدت زوجتي أني سأخذها هي والأولاد إلى المطعم لنتعشى سمك مشوي وكافيار
الجرسون : الحساب لو سمحتم
هو : ياااه ، بالطبع سأدفع أنا الحساب
صديق هو : ياااه ، أنا الذي سيدفع الحساب
هو : ياااه ، أرجوك ياصديقي لا تحرمني من متعة دفع الحساب صديق هو : ياااه ، لابد أن أدفع أنا الحساب
هو : ياااه ، إذا كنت مصراً فلا بأس ولكن بالمرة القادمة ادفع أنا الحساب
صديق هو : ياااه ، تصور أني نسيت محفظة النقود
هو : ياااه ، تصور أني أيضاً نسيت محفظة النقود
الجرسون : يااااااه ، تصورا أنتما الإثنان أني سأبرحكما ضرباً لأنكما في كل يوم تفعلان نفس الشيء
في عزاء خالد ( الحوار الغيظي)
ابن عم هو (الثري) : كيف حصل هذا يا ابن عمي كيف ، كيف مات ابنك بين ناظريك و أنت قاعد مكتوف الأيدي تتفرج عليه وهو يموت بين يديك
هو : ماذا نفعل الحمد لله على كل حال لله ما أعطى ولله ما أخذ
ابن عم هو (الثري) : ما اختلفنا يا ابن عمي ما اختلفنا ولكن أيصل بك الحال أن تترك ابنك يموت وقد كان بإمكانك معالجته
هو : لقد كان علاجه يحتاج إلى النقود وأنا لم أكن أمتلكها
ابن عم هو (الثري ): هذا كلام لايستحق الرد عليه ، كيف تريدني أن أصدق أنك لاتستطيع أن تؤمن مبلغ علاج ابنك ، لابد أنك قصرت في طلب الرزق وأهملت ابنك أشد الإهمال
هو : من قال أني أهملت ابني ، أنا لم اهمله ، لقد اشتريت له موزة قبل وفاته بيومين
ابن عم هو ( الثري) : أتهذي يا رجل ، موزة ، ابنك مريض بين الموت والحياة وأنت تكتفي بأن تشتري له موزة !!
هو : وماذا أفعل إذا كان هذا ما أملكه من حطام هذه الدنيا
ابن عم هو (الثري): كان ينبغي عليك أن تطلب من أهل الخير
هو : وأين هم أهل الخير حتى أتيهم وأطلب منهم ، أكان ينبغي علي أن أحمل ابني بين يدي وأركض به إلى بيوت الأثرياء وأدق بابهم وأقبل أقدامهم حتى يعطوني مالاً أعالج به ابني ، وإن فعلت ذلك أكانوا هم سيشعرون بي وبألمي وستتحرك قلوبهم ويمدوا أيديهم إلى جيوبهم ويعطوني نفقة علاج ابني ، أين كان قلب معلمي في الشغل وهو يهينني ويشتمني لأني طلبت منه مالاً لعلاج ابني ، أين كانت شفقة الطبيب لما تهكم بي وطردني من عيادته شر طردة ، بل أين كنت أنت يا ابن عمي يا من لحمك من لحمي
ابن عم هو (الثري) : أنا..أنا مشغول بأعمالي وصفقاتي أم لعلك تريدني أن أترك عملي وأصرف عليك وعلى أولادك ، أنت رجل فاشل تريد أن تعلق فشلك على الناس لتتهرب من مسؤولية موت ابنك ، تريد أن تقعد بدون عمل والناس تصرف عليك وعلى عيالك
هو : أنا لم أطلب منك ولم أطلب من أحد أن يصرف علي وعلى عيالي ، وموت ابني خالد أهون عندي من أن أذل أولادي أو أن أطعمهم من لقمة الذل ، والحمد لله أن ابني قد مات قبل أن يرى الذل وحياة الفقرالتي أراها ، ملعون أبو الفقر على أبو قلة اليد على قرابتي لك على هذه الدنيا التي مات فيها ابني ولم أستطع أن أقدم له إلا موزة
في المسجد (الحوار اللامجدي)
الشيخ : أيها الأخوة المصلون منذ أكثر من شهرين ونحن نطالبكم بجمع التبرعات من أجل شراء عشر مكيفات للمسجد فكما تلاحظون فالعرق يتصبب من جباه المصلين عند تأديتهم لصلاة الجمعة ، وكذلك طلبنا منكم المال لجمع التبرعات لشراء سجاد جديد ، إذ أنه ليس من المعقول أن سجاد المسجد قد مضى عليه أكثر من خمس سنوات ولم يتجدد، ومع ذلك وبعد شهرين من طلبنا لجمع التبرعات فما زال المال ناقصاً وما زالت التبرعات لاتكفي ، وأنا أخاطب بكم روحكم الإيمانية وأقول لكم ألهذه الدرجة هانت عليكم بيوت الله وما عاد عندكم السخاء للإنفاق عليها ، ألهذه الدرجة قل عندكم الوازع الديني فاستكثرتم على بيوت الله بعض المال مما أفاء الله عليكم
هو : لو سمحت يا شيخ عندي سؤال
الشيخ : اجلس يا ولد فليس من السنة مقاطعة الخطيب وهو يخطب على المنبر
هو : وهل من السنة يا مولانا أن يكون في المسجد عشرة مكيفات في الوقت الذي ليس فيه في بيتي مروحة رخيصة
الشيخ : اقعد يا ولد
هو : وهل من السنة أن يتبدل السجاد في المسجد كل خمس سنوات وأنا ليس في بيتي حصيرة من القش توقي أولادي قيظ البرد في الشتاء
الشيخ : اقول لك اقعد يا ولد
هو : وهل من السنة أن يموت ابني بين ناظري ولا أجد ثمن الدواء الذي أشتريه له بينما مئات الملايين يبذرها الأغنياء
الشيخ : أقول لك اجلس
هو : أيها الشيخ إن بيوت الله للصلاة وهي ليست للتكييف ،وإن الله يقبل الصلاة من العبد إذا كانت بخشوع وليس من أركان الصلاة أن تكون مكيفة وإن بيوت الله وجدت لنسجد على الأرض بتذلل لله وليست للسجود على السجاد الوثير ، واعلم أيها الشيخ أن الله لايرضيه أن يكون في بيته السجاد الوثير والتكييف ومن بين عباده من لا يجد ثمن الدواء لإبنه
في جنازة هو ( الحوار الأخير)
جار هو : كيف مات هو
الجار الثاني لهو : لقد مات بالسكتة القلبية
جار هو : سبحان الله بالأمس فقط رأيته يخرج من بيته فسلمت عليه وكان بأتم صحة وعافية
الجار الثاني لهو :يقولون أنه دخل إلى بيته وهو بأتم صحة وأنه صلى ركعتين ثم نام وما استيقظ بعدها
جار هو : عجيب والله ، شاب في مقتبل العمر وبمثل سنه من أين يمكن أن تصيبه الجلطة القلبية ، فعلاً أمره عجيب
وهنا انتهت الحكاية أخوتي ، انتهت حكاية هو عند هذا السؤال الغبي الساذج الذي سأله جار هو لجاره الأخر ، كيف مات هو ، عجيب حقاً أن يموت هو وهو مازال شاباً لايشكو من مرض أو سقم وبماذا؟ بالسكتة القلبية !، ولكن دعوني قبل أن أختم كلامي وأقول لكم السلام عليكم أن أجيب عن هذا السؤال الساذج الذي سأله جار هو فأقول: إن من العار ومن أشد العار على من كان يمتلك ذرة من الإحساس أو قليل من الشعور ويعيش كمثل ما عاش هو أن لا يموت بالسكتة القلبية كما مات هو
السلام عليكم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق