شماليات

مرحبا بكم في مدونتي المتواضعة التي أجمع فيها زبدة ما كتبته في الشبكة العنكبوتية كما وأنوه أن حقوق النشر والنقل محصورة لكاتب هذه القصص والمقالات ولا أحل أحدا أن ينقل شيء من دون ذكر المصدر والاشارة إلى كاتبها أبو ذر الشمالي

الثلاثاء، 1 مارس 2016

دعاة هز الوسطية 00إلى أين ؟!!


بسم الله الرحمن الرحيم
طفح الكيل وبلغ السيل الزبى وما عدت احتمل ، سأنفجر مثل عجلة سيارة إن لم أتكلم،سأفرقع مثل الألعاب النارية إن لم أتكلم،سأنشطر مثل طبقة الأوزون إن لم أتكلم سأتحطم مثل الكوكب الذي سيتحطم ويضرب الأرض ويدمر أمريكا(حسب ما قرأت في منتدى الملاحم والفتن)إن لم أتكلم، من أجل هذا فإني سوف أتكلم وأنتم سوف تسمعون ،شئتم أم أبيتم سوف تسمعون،فأنا بالنهاية أخوكم بالله ومن حقي عليكم أن تسمعوني وتطفئوا الاحتباس الحراري الذي بداخلي قبل أن ينفجر ويحرق الأخضر واليابس
لا يهمني رأيكم بي بعد أن تسمعوني ،قد يقول قائلكم أن أبا ذر رجل متزمت!!!!!!!!لا يهمني
قد يقول إن أبا ذر رجل متخلف!!!!!!!لايهمني
قد يقول إن أبا ذر رجل معقد ولا يعجبه العجب ولا الصيام في رجب!!!!!!!!!!!!!لايهمني
قد تنعتوني بأني سنفور معارض وقد تعيروني بالمثل الدارج(خالف تعرف) ولكن كل هذا لا يهمني ولن يفت من عضدي شيئا فقد سمعته من قبل كثيراً وصار عندي مناعة ضد التحسس من مثل هذه الكلمات ،إذاً لا مفر من أن أتكلم ....وسأفعل إن شاء الله
في أحد المرات وأنا جالس أعافس أهلي ، زوجتي تصرخ طالبة من ابني أن يكف عن اللعب وابني ينط في وجهي مثل كرة المضرب وابنتي تعزف مقطوعة بيتهوفن السابعة والولاويل وفي ظل هذه الجلسة الشاعرية يممت وجهي نحو التلفاز لعلي أجد به سلوى تخرجني من هذا الجو الرومانسي الذي كنت فيه ،وإذ به مضبوط على قناة الشر الذي لا بد منه (أعني قناة الجزيرة) والمذيعة تلوك الحروف وكأنها تخبئ فأراً في فمها وهي تذيع نشرة الدمار عفواً أقصد نشرة الأخبار
عشرات القتلى في العراق
عشرات القتلى في فلسطين
عشرات القتلى في أفغانستان
أحسست بدوار في رأسي وما شعرت إلا بيدي وقد أمسكت جهاز التحكم وبدأت أقلب القنوات هرباً من الواقع وهذا حال القاعدين، يممت وجهي نحو القنوات الدينية(أو هكذا يفترض)وقلت يا ولد عليك بها فبمثل هذه المحطات تستفيد وقد تجد فيها برنامجاً يزيد من ايمانك ويعلمك ما لم تحط به علماً ، وعليه فقد قمت بتغيير المحطة والتحكم بالتلفاز(على الأقل هو الشيء الوحيد الذي استطيع أن أتحكم به) وما أن وصلت إلى القناة الأولى أنخت راحلتي وقلت لأرى ما فيها من رسالة سامقة وعبرة نافعة وإذ بي أرى (خير اللهم اجعله خير )أول ما وقعت عيناي على تلكم القناة مطرب مصري معروف وهو على خشبة المسرح يغني أغنية دينية في حفل منقول على الهواء (قد تقولون وماذا في الأمر الرجل يغني أغنية دينية فلماذا معقد الأمور يا أبا ذر) ولكن الرجل كان يغني أغنيته مصحوبة بالموسيقى ولا أعتقد أن أحدكم سيضطرني أن أفتح المجال للحديث عن حكم المعازف والأحاديث الصحيحة في حرمتها وإن أضطرني أحدكم إلى ذلك فإني لن أرد عليه بل سأكتفي بشد شعر رأسي( أو ما تبقى منه) فأرجوكم ارحموا شعر رأسي ولا تضطروني إلى ذلك سبيلا
ثم ما زاد الطين بله أن الرجل (أعني المطرب) كان ينشد أنشودته المصحوبة بالنغم في حفل يضم لفيفاً من العلماءالمشهورين(لن أذكر اسم أحدهم حتى لا تقولوا أني أصطاد بالماء العكر) وكان القوم قد تملكتهم النشوة فكانوا يتمايلون مع النغم ،ومنهم من كانت دموعه تجري أنهارا، فعلاً كان منظر منفر (على الأقل بالنسبة لي) ورحت أتساءل أليس من الأولى لهؤلاء المشايخ أن يبينوا لهذا المطرب حرمة المعازف من أن يجلسوا مستمتعين بألحانه الشجية وعندها تذكرت حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(سيكون من أمتي من يحل الحر والحرير والخمر والمعازف)
ثم أليس من الأولى بهم أن تكون دموعهم حزناً وألماً على تلك الدماء التي تراق والأعراض التي تنتهك في العراق وفلسطين وغيرهما ، فوالله الذي لا إله إلا هو إني ما رأيت أحدهم (أعني من الذين كانوا في الحفل) قد وقف في يوم من الأيام ونادى(يا خيل الله اركبي)
ثم أني وبخت نفسي قائلاً: لماذا أنت مندهش إلى هذا الحد يا أبا ذر أليست هذه القناة هي نفسها التي تروج للإسلام العصري(عصرنة الإسلام) الإسلام الهادئ اللطيف الوديع الذي لا يعتدي على أحد حتى لو أعتدي عليه ،الإسلام المودرن ،الإسلام المدجن ،الإسلام هز الوسطي، أي بإختصار وبالبوند العريض( الإسلام الأمريكاني) وهذا واضح وجلي حتى في طريقة إخراج البرامج وملابس الشباب ومظهرهم الخارجي
لقد آلمني أن القوم مجتمعون يتمايلون في شجون ويتسائلون حبيبتي من تكون وفي نفس اللحظة إخواننا يذبحون ويقتلون ويتشردون فعن أي إسلام يتحدثون!!!!!!!!!!!!!!
ما علينا المهم أني وضعت إشارة xعلى هذه القناة ومضيت أفتش عن غيرها في دنيا الأثير ويممت وجهي نحو قناة أخرى لأقرأ ما فيها من علوم ولأزيح عن قلبي بعضاً من الهموم ، وبالفعل وما أن حططت رحالي نحو هذه القناة حتى رأيت داعية يدعونا إلى الخير فقلت حيهلا ومرحبا بداعي الخير ولو أني لي عليه مأخذ جمة منها أنه لا يطبق سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم في اللحية ،(على رأي من يقول أنها سنه وإن كان من الفقهاء من ذهب إلى وجوبها وهذا ما ترتاح إليه النفس،) فتراه يحرص على إزالة الشعر من وجهه كحرصه على إزالته من تحت إبطه (وربما أشد) ومنها أن محاضراته جلها تختلط الرجال مع النساء فيها وكثيراً ما ألاحظ أن هناك عدد لا يستهان به من المتبرجات ، وغير ذلك من المأخذ التي ليس مجال بسطها هنا
على أي حال فقد كان بداية كلامه بمجمله طيباً وقد بدأ يدخل شغاف قلبي إلى حد بدأت أنسى معه المأخذ التي أراها عليه ، وراح الرجل يتحدث عن ماضينا التليد وتاريخنا المجيد ويحكي لنا قصصاً عن أسلافنا الصالحين مرغباً أن نسلك مسلكهم إن كنا من الطامحين ، وفي خضم هذه المعاني الجميلة التي كان يدندن حولها إذ بالرجل قد انقلب من غير سابق إنذار وإذ به كلامه كله ما كان إلا مقدمة للنتيجة التي يرمو إليها ألا وهي (دعوة للتعايش)ومع من يا مولانا ،مع الذين يذبحون أبنائنا ويستحيون نساءنا0
لن أتكلم عن هذه الدعوة كثيراً ولن أعلق عليها طويلاً مع أني أزعم أني لو شئت أن أتكلم عنها لكتبت ألاف الصفحات إلى حد يعجز أكبر سيرفر لأكبر منتدى أن يستوعبه ولكني سأسأل سؤال واحداً فقط:
ماذا يريد منا هذا الرجل وغيره من الذين ينادون بمثل هذه الدعاوي
هل المطلوب مني إذا ما صادفت يهودياً أن أخذه بالأحضان وأجلسه في حجري وأقعد (أهشتكله)
هل المطلوب مني إذا ما صادفت صليبياً أن أعطيه خدي الأيسر ليلطمه بعد أن يكون قد لطمني من خدي الأيمن
حقاً أيها الأخوة أنا لا أعرف إلى أين يريد هؤلاء أن يصلوا بنا وهل نحن ناقصين ذلاً وهواناً حتى يسقوننا منه كؤوساً وألوانا،ولماذا لا يوجه هذه الدعوة لتلك الجحافل التي تصب الموت والدمار على إخواننا بل أن ثالثة الأثافي أني قد بلغ إلى علمي أنه صرح بأنه سيصافح وزيرة خارجية (ما يسمى بإسرائيل) في حفل تكريم له ولها وثمان وتسعين أخرين في بلاد العم سام ،وأعتقد أنه من المضحك بل من المضحك جداً لو تطرقنا إلى حكم مصافحة النساء في الإسلام في ظل هذه الطروحات التي يقدمها هذا الداعي إلى ال.!!!!!!!!!!!!!!!!
لا أخفيكم القول أني فررت من هذه القناة فرار المدين المعسر الذي رأى دائنه أو البخيل الموسر إذا رأى سائله ، ومضيت في دنيا التلفاز لا ألوي على شيء حتى وقع ناظري على شيخ معمم يجيب على أسئلة المشاهدين بجواب مفهم ومتمم فقلت : ها هنا يا أبا ذر حط رحالك ودع عنك الدعاة والمطربين وتعلم من أمور دينك ما ينفعك يوم الدين
ولكن فرحتي لم تدوم والدوار في رأسي بدأ يعوم إذ أن شيخنا المفضال لم يرق له أن يجالسه أحد الرجال ليرد على الإتصالات وينقلها بدوره إلى الشيخ وهكذا دواليك على هذا المنوال، بل ما راعني أني رأيت أن الذي قد تولى هذه المهمة(أعني الإجابة عن اتصالات المشاهدين) هو إمراءة الحق أقول أنها محجبة إلا أنها بزينتها مدججة ،فعلى رأسها وضعت حجاباً يكاد يشتمل على كل الألوان التي خلقها الله ،والمصيبة أنها متنصمة ولا يخفاكم حكم التنمص فلقد لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم النامصة والمتنمصة ،وكله في كفة والمساحيق التي جعلتها في وجهها كفة ،فإني أزعم أن وجهها لو نطق لاستحلفها بالله أن ترحمه من وطأة الأثقال التي حملَته إياه ، أما الطامة الكبرى فقد تمثلت بأن الشيخ ما كان يرفع عينيه عنها بل كان يداوم على النظر إليها دون خجل أو مواربة وكأنها إحدى محارمه ، الحق أقول لكم لقد اشمأزت نفسي من هذا المنظر القبيح وتذكرت قوله تعالى مخاطباً نبيه صلى الله عليه وسلم قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم)
ما علينا المهم أني قد تركت هذه القناة غير أسف عليها ومضيت في عالم الأثير حتى وقعت على قناة مغمورة وإذ بي أرى أنهم يعرضون فيديو كليب إسلامي ، صعقت وارتعدت فرائصي لما وجدت بنات بعمر الورود يغنين ويرقصن على أنغام أنشودة دينية ووالله الذي لا إله إلا هو لقد رأيت من تغني بينهن تكاد أن تكون قد بلغت مبلغ النساء أو أنها قد أصبحت فعلاً كذلك ولم أدري كيف سيدبر أدعياء هز الوسطية هذا الأمر وكيف سيخرجون بفتوى تبيح ذلك
هذا باختصار ما وجدته عند تلك القنوات ولقد تبادر إلى ذهني سؤال: إلى أين يريد هؤلاء أن يصلوا بالأجيال القادمة وأي إسلام يريدون ، ,انا أقصد هذه النماذج من القنوات وأنا أعلم أن هناك محطات جيدة ونافعة إلا أنها جامدة وأسلوبها بالطرح لا يستهوي الشباب والشابات ، فمظهر ذلك الداعية الوسيم وهو يحكي قصصاً مسلية وشيقة سيكون أكبر تأثيراً من الشيخ العابس الذي يقدم درساً في الفقه وإن لم تصدقني فابحث عن مدى شعبية الأول عند شرائح كثيرة من المجتمع بالمقارنة مع الثاني
بقي شيء أخير ترددت أن أذكره ولكني قررت ألا أترك بقلبي أي شيء إلا وقلته ألا وهو مصطلح (الهز الوسطي) من أين أتيت به ، الحقيقة أني صاحب هذا المصطلح وعليه فإني أطالب بحفظ الحقوق الملكية فهو ماركة مسجلة ولكني للأمانة فقد اقتبسته من طرفة حكاها لي أحد الخبثاء ضحكت منها ملء شدقي لأني صراحة قد فهمت منها ما لم يفهمه ذلك الماكر، وهي بإختصار لمن لا يعرفها تتلخص أن راقصتين تابتا إلى الله وعادتا إلى رشدهما وندمتا على ما اقترفت أيديهما وعليه فقد قررتا أن تبني كل واحدة منها مسجداً لعله يكون كفارة لذنوبهما
أما الأولى وبعد أن بنت المسجد جلست ترقب من سوف يأتي ليصل فيه ولكنها تفاجأت أن أحداً من الناس لم يأت للصلاة فيه ،فحزنت واغتمت وقالت في نفسها: إن الناس لم ينسوا ماضيي وبالتالي فهم يرفضون الصلاة في مسجدي ، وقررت أن تذهب لصديقتها فمؤكد أنها هي الأخرى تعاني مثل معاناتها وتشعر بنفس الحزن والضيق ، وما أن وصلت إلى مسجد صديقتها حتى راعها الكم الغفير من الناس الذين تجمعوا هناك وما أن اقتربت حتى وجدت صديقتها تلبس ثياب الرقص وهي تقول(تعالوا صلوا عندنا يا حبايب ربنا)
أعلم أن منكم من سوف تزعجه هذه القصة وسوف يطالب بحذفها ولكني والله عندما أنظر إلى ذلك المطرب ومن وراءه الفرقة الموسيقية وهو يغني أغنيته بحضور من ينتسبون إلى العلم وعندما أجد داعية يدعو إلى التعايش مع الذين يمطروننا قتلاً وتدميرا وييتمون أطفالنا ويرملون نساءنا وعندما أجد صاحب العلم قد جلس وأمامه امراءة حسناء لا تزيغ عينه عنها وعندما أرى بناتاً لم يبق بينهن وبين البلوغ إلا خطوة يتنططن ويرقصن تحت زعم أنهن ينشدن أناشيد بريئة ،عندما أرى هذا وغيره أجد نفسي متذكراً لتلك الحكاية السخيفة كسخافة واقعنا الذي نعيش به، فلا يؤاخذني أحد فإني لست نادم على هذا المصطلح حتى يندم أصحابه ويعودوا إلى رشدهم
الخلاصة و بعد هذه الجولة المكوكية في عالم الفضاء عدت إلى قناة الشر الذي لا بد منه لأرى المذيعة تلوك الحروف وما زال الفأر في فمها وهي تذيع نشرة الدمار
العثور على ثلاثين جثة عليها أثار تعذيب في بغداد
سقوط خمس قتلى في غارة إسرائيلية على غزة
سقوط قتلى مدنيين في أفغانستان
والحبل على الجرار، تململت بمكاني بينما كانت زوجتي ما زالت تصرخ طالبة من ابني أن يكف عن اللعب وهو بدوره ينط في وجهي مثل كرة المضرب و بينما ابنتي الرضيعة كانت تتمرن على المقطوعة الثامنة والولاويل لبيتهوفن
السلام عليكم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق